الأربعاء، 30 يوليو 2008

المخادعة باسم الدين

يا للعجب على هذا المجتمع أصبح كل شئ فيه يلصق للدين ويتخفى وراء الدين يزدهر وراء الدين وفى السطور القادمة سأتحدث عن هبة قطب وعن برامجها التى أصبحت موضة القنوات الفضائية ، أنا لا أهاجم هبة قطب وبرامجها كبرامج ولكنى أهاجم التخفى سواء كان مقصودا من قبلها أو غير مقصود التخفى وراء ستارة الدين والإسلام لقد لبست هبة قطب عباءة الإسلام وهى تتحدث عن الجنس هذا ذكاء منها بالتأكيد فهى تتحدث فى موضوع حساس على مجتمعاتنا العربية ، لقد اختارت موضوعا شيقا كبيرا لأنها أرادت شهرة واسعة كما أردت أن تكسب الجماهير فقررت أن تتحدث فى الجنس من منظور دينى ودعونا نقلب الموضوع لو أنها تحدثت عن الجنس ليس من منظور دينى على شاشات التلفزيون ماذا سيحدث ستنهال عليها الإتهامات من كل مكان لكننا لأننا أصبحنا فى مجتمع يعشق من يقول له ما يريده وسط منهج يريده اختارت هى أن تتحدث عن الجنس وهو موضوع يهم الجميع وسط منهج وهو منهج الإسلام وهذا ما يرتضيه عقل وقلب الشارع المصرى والعربى ، لماذ لا تتحدث هبة قطب فى موضوع الجنس هكذا ودون التطرق للدين ومن يقبل يقبل ومن لا يقبل لا يقبل لماذا اختارت المكسب ببساطة لقد اختارت الطريق السهل لقد رمت بعلمها فى الأرض وفعلت كما يفعل الجهلاء فى الأغانى فأقصر طريق لفرقعة أغنية الآن هو أن تظهر المطربة مفاتن جسدها الرشيق أكثر مما تغنى مع الإختلاف طبعا من خيث التشبيه هى اختارت الطريق المعاكس للعرى وهو طريق االدين لكن كلاهما سواء هبة أو تلك المطربة التى تستعرض جسدها استخدما منهج الغاية تبرر الوسيلة هى استخدمت الدبين لجمع الجماهير واحترامهم حولها وكأنها لن تكون محترمة فى نظر الناس إلا إذا صبغت ما تقول بالدين وهنا أتذكر حوار دار بين اثنتين من السيدات يتفرجن على برنامج لهبة الأولى تقول للثانية إيه المسخرة دى وإيه البجاحة دى إيه اللى معندهاش دم اللى جايبنها فى التلفزيون تكلم الناس على الجنس دى ردت التانية عليها قالتلها حرام عليكى ما إنتش شايفة دى محجبة وست تعرف ربنا كويس وبتتكلم بالدين فى كلمتين اقتنعت وجلست منصتة هى الأخرى لهبة قطب ولو لم تكن هبة قطب محجبة وتتحدث بلغة الدين لكانت تلك المرأة أكملت حديثها عن هبة بالنقد والسب أعتقد أن هبة تعلم جيدا أنها لو كانت تحدثت عن الجنس هكذا دون التطرق للدين ما كانت حولها تلك الفرقعة الإعلامية ، أأتمنى أن تكمل هبة طريقها ولكن أتمنى أن تخلع عباءة الدين وتواجه المجتمع هنا تكمن الجرأة والشجاعة وينتصر العلم .

الاثنين، 28 يوليو 2008

ورحل يوسف شاهين

يبدو أن من قال أن المصائب لا تأتى فرادى قد صدق ويبدو أننى أعيش فى شهر من الأحزان وربما يكون مثلى مثقفى
مصر فى كل مكان ، ففى يوم الرابع من يوليو من الشهر الجارى رحل الأديب والمثقف الدكتور عبد الوهاب المسيرى
، واليوم رحل العزيز المخرج المثقف الفنان بدرجة إنسان النجم الساطع يوسف شاهين رحل وغادر عالمنا رحل وكان حلمى أن ألتقى به فى يوم من الأيام ونسيت أن عمرى قصير وعمره أقصر من عمرى كنت أفكر فى لقائه ولم آخذ أى خطوة ربما لأننى كنت أظن أنى سألتقى به يوما مهما كان ونسيت لعبة القدر والزمان وما تفعل بنا الأيام من فراق للأحباب ، تركتنا يا يوسف دون ولد ولكننا كلنا أبناؤك ، سنظل نحمل ذكراك داخل نفوسنا فأنت حى فينا بأعمالك الخالدة .

السبت، 26 يوليو 2008

ملحوظة هامة

ملحوظة :
كل أسماء المرضى التى ذكرتها والتى سأذكرها فى
المدونة قمت باستبدالها بأسماء أخرى تماما بعيدة عن أسماء مرضاى
.

الجمعة، 25 يوليو 2008

الجنسية المثلية والإيدز

محمد شاب فى الثلاثين من عمره دخل المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية وذلك لإعتلال صحته فى الفترة الأخيرة بشكل لاحظه الجميع ، عندما تحدثت والدته لى لتخبرنى بدخوله المستشفى وأنه ربما يكون محتاج للدعم النفسى بشكل كبير فى ذلك الوقت ،لم أفكر للحظة أن الأمر قد يكن خطيرا لتلك الدرجة ، وبشكل لا شعورى وجدت نفسى أتناسى بعض الحقائق التى أعلمها عنه والتى قد تزيد من قلقى عليه .
محمد كان محولا لى من قبل طبيب مشهور وكان تشخيص ذلك الطبيب أنه يعانى من حالة اكتئاب حادة ، ولأننا عادة فى الطب النفسى لا نشخص للوهلة الأولى تشخيصا قاطعا فإننا عادة ما نضع العديد من التشخيصات وبعد ذلك نجزم بأى تشخيص وربما مع الأيام ومعرفتنا بالحالة يظهر لنا تشخيص غير متوقع وغير محتمل وهذا ما حدث مع محمد لقد وضع الطبيب تشخيص الإكتئاب ومع الجلسات بدأت فى اكتشاف الحقيقة وإن كان الإكتئاب هنا هو العرض الأساسى لدى محمد .
محمد هو الإبن الأصغر لأحد كبار رجال الدولة فى مصر ، لم يكن محمد قوى البنيان مثل أبيه وعندما كان والده يذهب للنادى لممارسة الرياضة كان يرفض الذهاب معه ويفضل أن يظل بالمنزل وللأسف كانت والدته هى الأخرى تشجعه على البقاء بالمنزل والجلوس معها ، لم تستطع مدام ناهد ابنة العائلة العريقة أن تمنع نفسها من أن تسيطر على محمد وساعدها فى ذلك محمد فهو ولد مطيع ومهذب وبالطبع لم تفصح مدام ناهد عن رغباتها الدفينة فى انجاب بنت ولم تكن تدرى ولا محمد يدرى أن أمه بشكل غير واعى حاولت تحقيق حلمها المكبوت من خلاله .
فى الواقع كان محمد بطبعه ميالا للرقة والأدب فى السلوك والحديث وكان شديد الحساسية يميل للعب الهادئ ويفضل صحبة بنات خالته الاتى يسكن معهن فى نفس العمارة ويستمتع معهن بإعداد الكحك فى الأعياد كما لم يكن يمانع فى أن يشارك فى اعمال المنزل
شب محمد على حب الفنون بشكل عام وتعلم منذ نعومة أظافره أن يدفن غضبه وحزنه فى القراءة والموسيقى وعندما أراد محمد دخول أحد الكليات لفنيةالتى تتفق مع ميوله رفض والده ، هذا الإحتكار للفنون والأداب زاد من الهوة الفاصلة بين محمد ووالده حتى أصبحت العلاقة شبه رسمية .
كل تلك الأشياء وربما يفوقها دار بذاكرتى وأنا فى طريقى للمستشفى لزيارة محمد
فى الواقع دائما ما كنت أحافظ على الحدود الوجدانية من التعاطف المبالغ فيه مع الحالات التى أعالجها لكن يجب ألا أنكر بشكل غير واع أن هناك بعض الحالات اخترقت هذا الجدار الفاصل ، محمد كان من ضمن هذه الشخصيات التى كنت أشعر بألم شديد وأنا أستمع إليه عن معاناته مع الوحدة والجوع الشديد للحب اللذان كان يشعر بهما عند نهاية كل علاقة عاطفية .
كان يحاول دائما أن يعثر على رفيق حياته الذى يمكن أن يشعره بالأمان والحب والحنان ويشاركه حياته بكل ما فيها من تفاصيل صغيرة لكن فى كل مرة كان يعثر على رجل يتميز بالحنان الممزوج بالشخصية القوية والذى فى الغالب كان يكبره بعشرين عاما على الأقل ولا تدوم العلاقة فى الغالب أكثر من سنة ، أتذكر آخر جلسة جاءنى فيها لينقل لى قراره بأنه قد تعب من الحب وأنه سيكفر بحلمه القديم فى العثور على شريك حياته ويكتفى بساعات أو حتى دقائق الجنس التى كان يخرج ليبحث عنها فى كل ليلة .
عندما دخلت الغرفة كان محمد مستلقيا على السرير وتتصل ذراعيه بأنابيب المحاليل المختلفة لم يقو محمد على رد التحية وإنما أومأ لى برأسه إيماءة مليئة بالحزن والإستسلام . استطعت أن ألمح بقعا أرجوانية كبيرة تملأ كل جسده وهنا دار فى عقلى أنه ربما يكون مريضا بأحد الأمراض الجنسية ولكن لم يخطر ببالى للحظة أنه مريض بالإيدز وهنا وصل الطبيب وإذا بى أتحدث معه بمعلوماتى الطبية البسيطة وإذا به يردد إنه مريض بالإيدز مريضى مريض بالإيدز يا لهول الصدمة التى وقعت على رأسى ، لا أعلم كيف أنهيت حديثى مع الطبيب ولا أتذكر ما صدر عنى من كلام مع محمد قبل مغادرتى المستشفى ولكن ما أتذكره أن عقلى كان مشغولا بمرضاى ماذا سأفعل لدى العديد من الحالات تعانى من اضطراب الهوية الجنسية ماذا سأفعل لهم كنت أركض وأنا أغادر المستشفى وكأنى سأذهب لنجدتهم الآن وهنا زاد إحساسى بالمسئولية تجاهم وتجاه كل مرضى اضطراب الهوية الجنسية وزاد إيمانى بإيجاد حل لمشاكلهم وعلاجهم حتى لوأقرت بعض دول العالم بأنه ليس مرضا فانا مصرة أنه مرض ولابد من إيجاد حل لهم لابد أن يتعافوا وهنا من مصر لابد أن يعلم الجميع أن الحالات كثيرة وكثيرة جدا وليس بالضرورة أن يكون هناك نمط ظاهر فى السلوك قد يبدو رجلا شديد الرجولة وهو بداخله أنثى تبحث عن من يتستأنس وحدتها ، وسأتحدث فى تدوينات قادمة عن الجنسية المثلية بشكل أوسع حتى يستفيد أباء وأمهات المستقبل حتى يحموا ابنائهم من الجنسية المثلية فالأهل لهم دور فعال فى تشكيل اختيار الأبناء لهويتهم الجنسية فنوع الإنسان لا يحدده فقط أعضائه التناسلية ولكن نوع الإنسان يتكون داخله مع الأيام من خلال الإحتكاك بالأب والأم.

الأحد، 13 يوليو 2008

الوطن

(الوطن هو الأهل والأصدقاءهوالشوارع والأغانى هو الأمن والألفة )
الأهل بجوارى وليسوا بجوارى ، الأصدقاء وقد تاهوا فى الحياة بعيدا عنى ،الشوارع لم تحمل لى سوى الألم من سوء المنظر ، الأغانى وقد ماتت بموت الإحساس بقلوب الناس، الأمان لم أشعر به يوما فى أى مكان ، الألفة وفقدتها ببعدى عنه فلماذا أبقى هنا وأين وطنى الآن ؟ سأبحث عنه فى كل مكان ربما أجده يوما لكنى أخشى أن يحدث ذلك بعد فوات الأوان ...........

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

حلم جديد

أجمل ما فى دنيانا هو تحقيق أحلامنا ولكننا لا نموت حينما نفشل فى تحقيق حلمنا بل نحن قادرين على أن نحلم من جديد .

الاثنين، 7 يوليو 2008

انتحار أيوب

أيوب شاب سعودى فى السادسة والعشرون من عمره يعانى من اكتئاب حاد نتج عن ذلك العديد من المحاولات الإنتحارية المتكررة ولأن إخوته ربما لأنهم لا يتفهمون كانوا يقابلون ذلك بالقسوة والعنف على اعتبار أن من ينتحر يموت كافرا هكذا كان إخوته ينظرون إليه هذا الشاب الذى انعزل عن العالم ورفض كل مافيه وتمنى الموت واشتهاه من كل قلبه ، توالت المرات العديدة للإنتحار لأيوب ولكن دائما ما كان يفشل وويكون حاله فيما بعد الضرب الشديد والإهانة الحادة من قبل إخوته ، ومع مرور الأيام اشتد المرض عليه بشكل سئ وبدأ أيوب الموت البطئ ولكنه فى هذه المرة لم يقرر أن ينتحر ولكن لأن حالته وصلت من السوء لدرجة جعلته رافضا لأى طعام رافضا الحركة من مكانه فوصل به الحال إلى التبول والتبرز فى مكانه دون أى حركة كان يترك غرفته الواسعة وينزوى فى ركن ضئيل من الحجرة والأخوة مازالوا مصرين على الضرب والإهانة وفى الواقع الإكتئاب مرض ينتج عنه تغيير شامل فى كمياء المخ وأريد أن أشير هنا إلى أن كلمة اكتئاب ذاع صيتها وبخاصة فى السنوات الأخيرة فتقريبا كل المرضى الزائرين للعيادات النفسية عندما تسأله ماهى شكواك يقول عندى اكتئاب أو حتى من لا يتوجهون للعيادات النفسية الإنسان العادى إذا مر بأى شئ يردد أنا مكتئب ولكن ما أريد أن أقوله أنه ليست كل الأمراض النفسية هى الإكتئاب فى الواقع نحن لدينا العديد والعديد من التشحيصات بعضها يكون عرض من أعراضها الإكتئاب ولكنها لا تشخص على أنها اكتئاب وبإذن الله سأتدرج لموضوع الإكتئاب بشئ من التفصيل فى تدوينة قادمة لكن دعونى أعود إلى أيوب بعد تدهور حالته بشكل سئ بدأ الأهل أو الإخوة تحديدا لأن والده ليس على قيد الحياة بدأوا فى التفكير كيف يتخلصون منه فقد أصبح عبئا عليهم واستخدموا معه كل أنواع التعذيب ولن يجدى شيئا معه ، إلى أن نصحهم أحد الجيران أن يأتوا به إلى مصر وعرضه على طبيب نفسى وبالفعل اصطحبوه إلى القاهرة متجهين إلى دكتور هذا الدكتور كان يعمل رئيسا لوحدة الرعاية بالمستشفى التى كنت أعمل بها وفى الواقع هى مستشفى من أكبر مستشفيات الطب النفسى بالشرق الأوسط وهذا الدكتور من أنجح الدكاترة الذين تعاملت معهم والذى كان له دور كبير فى تعليمى مهنتى هذى ، عندما تم عرض أيوب على الدكتور أوصى على الفور بدخوله المستشفى فحالته متدهورة جدا وهنا طبعا أفرح الإخوة فأخيراسوف يتخلصون منه فعلى الفور قاموا بإدخاله المستشفى ووضعوا فى حسابه مبلغا كبيرا من المال يكفى على الأقل بقاؤه فى المستشفى مدة لا تقل عن 6 شهور وطبعا هذا المبلغ جزء من ميراث أيوب فى والده وبالفعل دخل ايوب المستشفى وسافر الأخوة بعد أن قاموا بجولة سياحية رائعة فى القاهرة ولم يفكروا ولو لمرة واحدة فى لفترة التى مكثوا فيها فى القاهرة أن يأتو لزيارة أيوب ولا حتى قبل سفرهم نقدر نقول كده رموه وارتاحوا ، بعد دخول أيوب المستشفى تم تطبيق كافة الإختبارات النفسية الازمة وكافة التحاليل الطبية وتم تعيين مرافق خاص له ففى مثل هذا النوع من الحالات الحرجة يتم تعيين مرافق خاص للمريض يكون ظلا له طوال الوقت والمفروض ألا يتركه أبدا حتى عند دخول المريض الحمام من المفترض أن يدخل معه المرافق مكث أيوب بوحدة الرعاية والتى كان يرأسها طبيبه المحول وهى الوحدة التى يتم فيها استقبال المرضى فى الفترة الأولى للملاحظة والرعاية الطبية ثم بعد ذلك مع تحسن حالة المريض يتم توزيعه إلى مبنى آخر فهناك وحدة أ وهى ما كنت أعمل بها وهى وحدة الشباب للرجال تحت سن 40 عاما وهناك وحدة ج للرجال فوق سن الأربعين وهناك وحدة أخرى للسيدات ووحدة الإدمان ، المهم ان بعد دخول أيوب بشهر أظهر تحسنا نسبيا جعل الطبيب المحول يوصى بنزوله لوحدة أ حتى يبدأ أيوب فى البرنامج العلاجى الذى وضع من أجله من حضور جلسات علاج نفسى فردى وجماعى وكذلك البدء فى المشاركة فى الأنشطة العلاجية على أن يتم صعود أيوب بعد انتهاء اليوم مرة ثانية لوحدة الرعاية يعنى ينزل وحدة أ يقضى اليوم فيها ولما يجى معاد النووم يطلع الرعاية وينزل تانى يوم الصبح ، وفى صباح يوم علمنا أن أيوب قد قام ليلا بتمزيق غطاء السرير محاولا شنق نفسه ولكن المرافق انتبه له فى آخر لحظه ولم تتم عملية الإنتحار ولكن تأثرت رقبته بعض الشئ وبالطبع محاولته هذى كانت مؤشرا سيئا ودلاله على سوء حالته ، مرت الأيام وهو تارة متحسن وأخرى لا هكذا عادة ما يكون مرضانا متأرجحين فبعض الوقت متحسنين والبعض الآخر متدهورين ، إلى أن جاء اليوم المشئوم فجأة نداء على جميع الاطباء والمعالجين بالمستشفى التوجه لوحدة الرعاية للأهمية القصوى كنت فى تلك اللحظةفى أحد المكاتب بالإستقبال أجرى جلسة علاج فردي وعندما سمعت النداء بالمستشفى طلبت من المريض أن نؤجل الجلسة ليوم آخر وجريت تاركة المكتب وكل ما فى ذهنى أن أيوب عملها وانتحر خرجت لا أرى أمامى وأثناء هرولتى للأسانسير اصطدمت بدكتور ناجى رئيس الوحدة التى كنت أعمل بها وعلى فكرة هو أغلى إنسان فى حياتى وأكيد هتطرق للكلام عنه فى تدوينة أخرى وأثناء صعودنا نظرت إليه فى حزن قائلة دكتور ناجى أنا حاسة إن أيوب عملها ولم أكمل الكلمة حتى كنا قد وصلنا بالفعل لوحدة الرعاية وهنا أكملت كلمتى بشكل آخر ده فعلا عملها فى وحدة الرعاية جميع الأطباء والمعالجين اجتمعوا متسائلين كيف حدث ذلك وأين كان المرافق زى ما قولت فى السطور اللى فاتت إن المرافق المفروض يدخل معاه حتى الحمام أما ما حدث أن المرافق أعد لأيوب ملابسه وطلب منه أن يدخل للإستحمام ودخل أيوب وحده ممسكا بالفانلة الداخلية رابطا إياها بشباك الحديد الموجود بالحمام و الحديد ده تأمين علشان العيانين ما ترميش نفسها من الشباك ولكن أيوب استغل تلك القضبان التى منعته من أن يلقى بنفسه من الشباك إلى الموت لكن شنقا ولكن أيوب لم يمت حتى تلك اللحظة فظل يختنق ويختنق ولكن روحه أبت أن تغادر جسده النحيل وبعد فترة حضرة المرافق الذى آمناه تذكر أن هناك من هو مسئول عنه فجرى إلى الحمام ووجد أيوب شانقا نفسه إلا أنه لم يمت وهنا بدأت بسالة الدكاترة وبالتحديد دكتور محمد الشاذلى ودكتور عمرو دنيا محاولين انقاذه فى تلك الأثناء الكل يحاول المساعدة جرى أمبوبة الأكسجين جرى بطاطين جرى جهاز الضغط وهكذا الجميع يحاول إنقاذه وبعد مرور فترة من الوقت بدى أيوب وكأنه فى اللحظات الأخيرة بل كان فى اللحظات الأخيرة وهنا همست بأذن صديقتى دكتورة بسمة قائلة بسمة هو ممكن يعيش فقالت لا وهنا ضغطت على يدها ممسكة بها وكانى أقول لها لا تقولى ذلك يبدو أنها شعرت بانهيارى الداخلى فهمت قائلة ممكن يعيش لكن بنسبة بسيطة وإن عاش لازم هيكون فيه شلل مثلا لإن الأكسجين اتقطع عن المخ فترة طويلة وبما أننا مستشفى نفسى وليست لدينا التجهيزات الطبية لهذه الحالات تم الإتصال بالإسعاف إلا أن الإسعاف فى بلدنا فى الغالب ما يأتى بعد فوات الأوان وقد مات أيوب تاركا فى نفس الجميع ذكرى أليمة وأدعى أننى تأثرت فى تلك الأثناء تأثرا فاق الجميع وتمنيت لو كنت أنا المعالجة المسئولة عنه بشكل مباشر فربما أحدثت معه تغييرا ولكن فجأة وجدت نفسى أردد لا الحمد لله أننى لم أكن معالجته فربما حدث ذلك ووقتها لم أكن سأسامح نفسى وإن كنت أعلم أن أستاذ عماد المسئول عنه فعل معه هو وطبيبه أقصى ما فى وسعهم وهذا هو عزائى رحمك الله يا أيوب أتمنى من كل قارئ لتلك االسطور أن يطلب له الرحمة ورجاء لا ترددون أن من ينتحر يموت كافرا لأنكم لا تعلمون مدى معانتهم بل وأنا أيضا مهما وصلت معهم لن أشعر بما يشعرون ودعونى أسألكم كيف يكون كافرا وقد ابتلاه الله بهذا المرض ؟ مريضى لن أنساك مهما طالت الأيام إنك ميت بحساباتنا فى الدنيا ولكنك حى بشكل آخر لا نعلمه وإن لم يكن كذلك فأنت حى بداخلى وإن كان هذا العالم لم يشعر بك فقد شعرنا نحن أطباء ومعالجين المستشفى بك أو على الأقل حاولنا ذلك .

السبت، 5 يوليو 2008

عزاء واجب

ورحل مؤسس حركة كفاية الأديب والمثقف الدكتور عبدالوهاب المسيرى تاركا فراغا كبيرا فى نفوس كل من أحبوه من قابلوه ومن لم يقابلوه .