السبت، 28 يونيو 2008

أنا وحلم الأمومة

كأى فتاة كان حلما يراوضنى طيلة حياتى أن أصبح أما فى يوم من الأيام هذا كان واحدا من أهم أحلامى وتخليت عنه أخيرا لأسباب عديدة ولعل أصعب الأمور اختيارا على الإنسان أن يتخلى عن أكبر أحلام حياته مع علمه أن الله قد يمن عليه بهذا الحلم ومع ذلك يرفض الفكرة تماما ووإذا تحدثت عن أسبابى فلهى شديدة الغرابة ولكن كان هذا قرارى أما عن الأسباب فهى ببساطة أننى قضيت سنوات عمرى كلها حتى الآن ولن يتوقف هذا فى تفكير عميق كل شئ فى هذه الحياة أعطيته الوقت والجهد والتفكير فى كل شئ وتأملت فى كل شئ ومنها إنجاب الأبناء فوجدت مدى أنانية هذا الأمر فأنت وأنتى عندما تقرر وتقررين أن تصبح وتصبحى أبا وأما تفكرون فى أنفسكم فقط ولا تفكرون فى الأبناء طبعا هذا فى بادئ الأمر عند اتخاذ قرار بالزواج وفيما بعد الرغبة فى انجاب الأبناء أما بعد ذلك فبالتأكيد كل أب وأم يفكرون فى أبنائهم لكن القرار فى حد ذاته هو رغبة فى ارضاء غريزة الأمومة والأبوة فقط وذلك دون أدنى تفكير فى هل هؤلاء الأبناء سيريدون هذه الحياة أصلا أم لا وهنا أشركك معى عزيزى القارئ وأسألك كم من مرة قلت فيها لنفسك أنا إيه جبنى فى الدنيا دى أو كام مرة قولت لوالدتك إنتى جيبتينى ليه ياريتك ما كنتى جيبتنى وأشياء كثيرة من هذا القبيل فى الواقع إن الأصل فى الحياة هو المعاناة وهذا فى حد ذاته مؤلم بالنسبة لى وربما لا أحتمل أن أنجب أبناءا يعيدوا نفس الأشياء والمعاناة التى أقصدها مر بها كل انسان ولكن أدعى أن معاناتى كانت أعمق لأنها كانت فى أشياء كثر الجدل حولها وتعددت اللآراء فيها وبالتالى زادت معاناتى مع صعوبة الإختيار واتخاذ ا لقرار ثم يأتى بعد ذلك تدرج المراحل التى سيمر بها الأبناء وصراعات الإحباطات التى سيتعرضون لها فى شتى مناحى الحياة ثم يكبر الأبناء وتبدأ الكهولة تأخذ من قواهم وربما يبدأون رحلة المرض ويعيشون فيها سنوات طويلة ثم يموتون ويأتى يوم الحساب ومين عالم إيه اللى هيجرالهم كمان الله أعلم ولكل هذه الأشياء ولأشياء أخرى ربما لا أعلمها أو أعلمها ولم أتحدث فيها كان قرارى أننى أحب أن يكون عندى أبناء ولكن لأننى أحبهم سأحميهم من هذه الحياة ولن أودى بهم إليها تلعب بهم إنها مجرد رغبة فى التخلص من الأنانية وحب الذات مهما كانت الآلام التى سأجنيها من وراء هذا القرار .

ليست هناك تعليقات: